languageFrançais

كيف يتعاطى التونسي مع الوضع العام في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة ؟


تناول برنامج ميدي شو اليوم الجمعة 18 فيفري 2022 مستقبل تونس وكيفية تعاطي المواطنين مع الوضع العام والمواعيد السياسية المحددة من قبل رئيس الجمهورية.

وحضر كلّ من حسان قصار الأستاذ في علم السكان العلوم الاجتماعية ومحمد الصحبي الخلفاوي الباحث في العلوم السياسية وحسن زرقوني مدير عام مؤسسة "سيغما كونساي" المختصة في سبر الآراء، للحديث عن هذا الموضوع.

واعتبر حسان قصار أن تونس تعيش على وقع 10 سنوات عجاف وتفتت الدولة وتقسيم السلطة بين جماعات محلية ولوبيات وأحزاب وتحالفات، مطالبا رئيس الجمهورية بالعمل على إعادة بناء الدولة ووضع هذه النقطة كأولوية.

"نحن في حرب على الواقع"

وقال "اليوم نحن في حرب على الواقع وهو ما يتطلب قوانين وأساليب حرب ضد الاكراهات الحالية التي ترتبت عن 10 سنوات من تدمير الدولة وافلات من المحاسبة"، مشددا على ضرورة مصراحة المواطنين أنهم سيقومون بتضحيات كبرى خلال السنوات القادمة.

وأضاف قصار "على كل التونسيين من كل الشرائح الاستعداد لتضحيات مستقبلية" حسب تعبيره.

وأقرّ ضيف ميدي شو أن التونسي اليوم ينتظر حلّا للأزمة الراهنة وانخراطه في مشروع رئيس الجمهورية يمكن معرفته بنسبة الرضا التي يتحصل عليها قيس سعيد والتي مازالت عالية ولم تتراجع  الأمر الذي يثبت أنه مازال محلّ ثقة المواطنين.

وعبر حسان قصار عن تفاؤله النسبي من تحسن الاوضاع مستقبلا، قائلا "لن تحرم تونس من التمويلات ولن يقع التخلي عنها من الطرف الدولي لكن يجب ان توظف هذه الأموال في مكانها المناسب".

"سعيّد يحاول فرض مسار على مقاس مشروعه"

من جانبه، تحدّث محمد الصحبي الخلفاوي عن الإشكال الذي وصفه بالحقيقي والمتمثل في فرض رئيس الجمهورية لمسار على مقاس مشروعه وتجاهله للانهيار الاقتصادي والمالي الذي تعيشه تونس، متابعا "منظومة الحكم ليست مطلعة على حقيقة الأمر والدليل عدم وجود أيّ فعل سياسي تجاه هذه الوضعية.

وتساءل "إن توصلنا إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي كارثة وعدم الاتفاق أيضا يمثل كارثة فكيف ستتصرف الدولة في الحالتين وهل هناك خطة بديلة؟"

وأشار الخلفاوي إلى ان تحمل المسؤولية السياسية يكون عبر التوجه للاقتراع في الصندوق والجزائية عبر المحاكم "ولكن استعمال خطاب ومعجم الحرب يفترض الاصطفاف وراء القيادة دون نقاش وأنا غير مستعد للاصطفاف وراء شخص لا استطيع أن أقول له ''لا''.. ونحن لسنا في حالة حرب".

وأقرّ الباحث في العلوم السياسية أن تونس تشهد اليوم عملية سياسية بصدد تحطيم كل شيء باسم القضاء على مخلفات العشر سنوات الماضية.

وفي ختام مداخلته عبّر عن تشاؤمه من المستقبل "لان كل التقارير الدولية تتحدث عن أزمة اجتماعية واقتصادية وخطر انهيار الدولة ولذا لا بد للآذان الصاغية والحكيمة من إنقاذ البلاد".

"نظافة اليد لا تكفي"

بدوره اعتبر حسن الزرقوني أن المساندة التي يحظى بها رئيس الجمهورية قيس سعيد سببها أنه حاز ثقة التونسيين "لنظافة يده".

واستدرك "لكن نظافة اليد لا تكفي في ظل الوضع الراهن بل يجب أن تكون مصحوبة بكفاءة التسيير".

وتابع "التونسي ملّ الشأن العام والوضع السياسي وأصبح يكتفي ببوتقته الصغيرة (أي عائلته ومحيطه الضيّق)".

وشدّد الزرقوني على أن أكبر المخاطر التي قد تعيشها تونس هي التي ستنجمّ عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية.

وعبّر عن تفاؤله في المستقبل، داعيا رئيس الجمهورية إلى التركيز على قيمة العمل للخروج من الأزمة.